قصة القطة السوداء

بداية القصة: 

تعريف عن الضحية "أحمد ": 

" أحمد" رجل بسيط يعمل جندي في الصحراء يحب ويتقن اللغة العربية كثيرا، وكانت الحراسة اجبارية في عمله يجب عليه ان يحرس في الليل بالتناوب مع أصدقائه.

يستيقظ أحمد كل يوم على الفجر ليصلي ويقرأ القرآن ثم يذهب لعمله وفي الليل قبل أن ينام كان يمارس الرياضة لأنه مدمن عليها، ولكن يوم مناوبته للحراسة كان يغير روتينه الخاص به وينام في المساء ولا يمارس الرياضة لكي يبقى مستيقظا في الليل للحراسة ولا يتعب لكي لا ينام.

أول لقاء له مع العالم الآخر: 

وصلت الساعة الثانية بعد منتصف الليل كان أحمد في مكتبه وبدأ بالعمل ولكن ذلك اليوم كان متعبا كثيرا ولكن الملل غلبه وقرر ان يذهب لنطاق الحراسة أين يوجد الحراس وعمله أيضا يتطلب عليه ذلك أن يتفقد الحراس ان لم يكن بهم شيئا.

أحمد لديه خياران إما أن يأخذ معه جماعة من الحراس ويذهب اليهم أو ان يأخذ معه سلاحه الخاص والذهاب، ولأن الجو هادئ يعمه السكون قرر أن يأخذ سلاحه، انطلق أحمد نحو نطاق الحراسة الأقرب له حيث كان الطريق مظلما جدا ولكن الجو رائع حيث يمشي في الرمال ويشاهد أقدامه وهو مرتاح.

ولكن في لحظة شعر أحمد أنه مراقب وبدأ  بالمشي مسرعا نحو نطاق الحراسة الأقرب اليه حتى شعر ان رجليه صارت ثقيلتين واقشعر بدنه كأنه دخله شيئا ثم حاول قراءة القرآن.

للأسف لم يستطيع لأنه ثقلت لسانه أيضا وعندما وصل لنقطة الحراسة لم يبين شيئا لأصدقائه وسلم عليهم ثم انطلق بسرعة الى مكتبه، أحمد كان يشعر بشعور غريب جدا ولم يشعر نفسه بخير وكان هذا أول مرة لأحمد الشعور بالعالم الآخر.

بداية معانات الضحية "أحمد": 

ومنذ هذا اليوم لم يحدث لأحمد شيئا، وبعدها غيروا مكان عمل أحمد وانتقل الى مكان أفضل حيث صارت لديه غرفة لوحده، ولكن سمع من زملائه في العمل ان تلك الغرفة غريبة وحدثت أشياء مرعبة داخل الغرفة وانهم سمعوا أصواتا ليس لهم تفسير وهناك من لمسه الجن أيضا بداخلها.

ولكن أحمد لم يعرهم أي اهتمام ولم يصدق الأمر لأنه كان مسرور جدا بسبب ترقيته في العمل والحصول على غرفة لوحده ومسؤولية أكبر وراتب اكثر.

تغير حالة "أحمد" نحو الأسوء: 

تغير "أحمد" بعد انتقاله هناك وكسر روتينه الخاص به وصار ينام كثيرا بعد رجوعه من العمل، ولكنه حاول أن يعود الى الروتين القديم ولكنه لم يستطيع ممارسة الرياضة بسبب تعبه من العمل الطويل والشاق. 

لم يستطع أن يذهب في جولة في تلك المنطقة بل ينام اكثر، وصارت تحدث معه أشياء غريبة مثلا الاستيقاظ بعد منتصف الليل ولا يستطيع الرجوع للنوم وسماع أصوات اقدام في الممر، وعندما يتكلم مع زملائه يقولون أنهم أيضا يسمعون أصوات غريبة لأن المرقد مسكون.

وفي أحد الأيام ذهب ليقوم بالوضوء في الخارج لأنهم في الصحراء ليصلي صلاة العشاء حيث كان المكان خالي، ثم شعر بخيال وراءه وعندما استدار خلفه وجد قطة سوداء اللون تنظر اليه وتدور حول نفسها، ثم شعر أنها غريبة وبدأ بقراءة القرآن عليها ثم بدأت بالابتعاد ثم الاقتراب منه الى حد ما اختفت.

حدوث أمور غريبة ومخيفة للشاب "أحمد": 

وبعد ذلك اليوم لم يحدث له شيئا، ولكن في أحد الأيام استيقظ على صوت طرق الباب القوية بعد منتصف الليل وهنا اندهش كثيرا، وبعد مرور الأيام ازداد الحال سوءا حيث صار لا يستطيع النوم في الليل ويشاهد خيالات وكوابيس كثيرة.

أيقظه في يوم من الأيام صراخ مخيف حيث انطلق مسرعا لخارج غرفته ليصل الى غرفة زميله الذي يقوم بالصراخ حيث وجده في الأرض يتدحرج وزميله عند رأسه مصدوم ثم بدأ أحمد بقراءة القرآن عليه ولكن زميله زاد صراخه اكثر حيث نظر اليه بنظرة مرعبة وقال لأحمد اصمت بصوت مرعب وليس له. 

انصدم أحمد من ذلك المنظر ولكن استيقظ الجميع وأحظروا الراقي إليه، أما أحمد شعر نفسه اقترب اكثر للعالم الآخر ولكن لم يستطع فعل شيء لأن ذلك العمل مصدر عيشه.

رسالة من العالم الآخر إلى "أحمد": 

ثم مرت الأيام على "أحمد" إلى حد ما حلم بحلم غريب جدا حيث حلم نفسه في سرير غرفته وأمامه امرأة جميلة وشعرها حريري من درجة جمالها بدأ يبتسم لوحده ثم قالت له بصوتها الحنين هل استيقظت لتوك!؟ وقال لها أحمد من انت ثم أجابته بكونها فارقتني وتركتني في ذلك المكان البعيد يوما وانا من رفضت اتباعي يوما وانا من ترغب بك.

أجابها أحمد بأن قلبه ممتلئ فلديه خطيبته التي يحبها وبدأت تلك المرأة بالبكاء ثم ذهبت باتجاه الباب وعند خروجها اغلقت الباب بقوة.

عندما استيقظ أحمد من نومه ذهب للمكان الذي كانت جالسة فيه المرأة ثم وجده دافئ، وبعد هذا الحلم الغريب فهم أحمد انها هي نفسها تلك القطة السوداء التي تركها في وسط الصحراء وفهم انها هي سبب كل الاشياء الغريبة التي حدثت له مثل الاستيقاظ بعد منتصف الليل والأصوات الغريبة.

ظهور الجنية العاشقة لأحمد: 

وفي أحد الأيام التي كان فيها أحمد مرهقا من العمل ذهب الى غرفته للنوم حيث سمع صوت تلك الفتاة تقول له لا تتعب نفسك يا أحمد، ثم اندهش كثيرا لأنه لا يوجد بنات في ذلك المكان وعندما رفع رأسه رأى اجمل امرأة في الكون تقول له هل تتوقع مني الاختفاء وانا موجودة هنا من أكثر 30000 سنة وكنت أجعل الجميع يجنون واقوم بإيذائهم ولكن أنت عجزت على فعل الشر لك لأنه. 

قال له: أنت الوحيد الذي أحببته بسبب تربيتك لم تكن تخرج للسهر مثل الباقي وانا هنا لحبك كثيرا وإن تزوجتني سأغنيك، ثم أجابها أحمد بكل أريحية انه لا يستطيع الزواج منها لأنهم ليسوا من نفس الصلة ولا يستطيع ان يتزوج بجنية،  ولكنها بدأت بإزعاجه دائما بسبب رفضه لها.

توديع الجنية لأحمد:

 

وفي أحد الأيام ذهبت اليه تلك الجنية تبكي وتودعه بسبب زواجها من ملك الجن فقد وقع في حبها ملك الجن وأجبرها على الزواج منه، ومنذ ذلك اليوم ارتاح أحمد من تلك الجنية وعاش بسعادة واستطاع الزواج من خطيبته.