فيلم الأم:
نبذة عامة:
هو فيلم درامي حزين تدور أحداثه حول طفلة تدعى نزلي تعيش طفولة مضطربة وخجولة، تواجهها عدة تحديات للتملص من جذورها، وأصلها الريفي، لتبحث عن حياة المدينة ومن فيها، وتدور أحداث الفيلم بالإجمال حول شخصيتين الأم والابنة، ويسلط الضوء حول الأم المعطاءة التي تعمل ليل نهار من أجل إظهار أطفالها بأفضل شكل، ويُظهر بالمقابل العجرفة والقسوة في تعامل بعض الأبناء مع والداتهم، وخجلهم من مظهرهم.
أحداث الفيلم:
تبدأ أحدث الفيلم من نزلي تلك الطفلة الخجولة، وهي الابنة الوحيدة لأمها التي تدعى "عائشة"، حيث رزقت بها بعمر متأخر، تقطن في بلدة ريفية فقيرة، وتعيش بمستوى ما دون المتوسط، وتحاول عائشة جاهدة إلحاق ابنتها نازلي بالمدرسة بالرغم من رفض والدها، الذي يصر على أن الدراسة غير مجدية، وتكاليف مدرستها يمكن الاستفادة منهم لقوت يومهم، فيقسو والد نزلي عليها، ودائما ما يفتعل المشاكل لقلة المال، ولكن عائشة تلك الأم العظيمة تفعل المستحيل دائما لجني المال، حيث تعمل بالخياطة، ورعي الأغنام، لإكمال تعليم ابنتها نزلي، التي ترى فيها الحلم المنتظر، والفرج لكل ما هي فيه الآن.
وبالفعل تنهي نزلي دراستها وتتقدم بطلب الالتحاق بجامعة بعيدة وخارج حدود قريتهم، لكونها دائمة التذمر من حالها، والقرية التي تعيش فيها، فتخبر والدتها بطلب بقبولها بالجامعة والموافقة على طلبها وتسر كثيرًا، وتبدأ بذرف دموع الفرح، ولكن ما أن تعلم بأنها بالقبول صدر بمدينة إسطنبول، تغص الفرحة داخلها حزنًا على فراق ابنتها، ويأتي موعد الوداع عند محطة القطار، فتحزم نزلي أمتعتها متجهة إلى عالم آخر بعيد عن قريتها كما تمنت سابقا، ولكن عائشة لم يكن فراق نزلي سهلًا عليها، فعيونها كانتا ممتلئة بالدموع، وداخلها حزن كبير.
تغادر نزلي القرية متجهه نحو إسطنبول، وتقطن في شقة وسط المدينة، وتتعرف خلال دراستها على شاب من عائلة ثرية، فيحاول التقرب والزواج بها، فتشترط والدة الشاب مارك على نزلي التعرف على عائلتها، فترسل نزلي رسالة لوالدتها عائشة تخبرها بأن يحضر لإسطنبول مع والدها، ويجتمعوا على العشاء مع عائلة مارك، وتحضر عائشة وزوجها مع نزلي إلى حفل العشاء المقام من قبل عائلة مارك، ويبدؤون بتبادل أطراف الحديث، ولكن والدة مارك لم تعجبها طريقة أكل وكلام عائشة، واتهمتهم بأنهم دون المستوى، فتغضب نزلي من أمها وتقول لها بأنها لا تريد أن تراها أبدا، وبقسوة تقول لها إنها دائما تفسد لحظاتها الجميلة، وأن تذهب من هنا على الحال.
تبكي عائشة بحرقة على ما قالته نزلي، وتحمل أمتعتها وتغادر المدينة، وتتزوج نزلي من مارك دون حضور أهلها وذلك بناء على طلب والدة مارك، وبعد فترة يصل لنزلي خبر وفاة والدها، فتذهب إلى القرية لترى أمها بعد فترة انقطاع طويلة، وتكتشف عائشة بأن نزلي حامل، وبأنها تريد أن تبقى بجانبها، وتعيلها، فيحن قلب نزلي على والدتها، وتخبرها بأنه بإمكانها زيارتها عند الولادة، ولكن في وقت الولادة ينزل الجنين ميتًا، فتصدم نزلي وتبدأ بالصراخ بوجهه أمها وتقول لها اذهبي لا أريدك بجانبي.
ثم تكتشف نزلي بعد فترة قصيرة إصابتها بمرض السرطان، وأنه لم يعد لديها متسع من الوقت، وأن المرض وصل مرحلته الأخيرة، فتقرر العودة إلى القرية، والعيش بقية حياتها مع والدتها، دون أن تخبرها بمرضها، إلى أن تكتشف عائشة بمحض الصدفة خبر مرضها، فتصعق وتحتضن ابنتها وتبدأ بالبكاء بشدة.
